ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

الاثنين، 23 يونيو 2014

ذكرى استشهاد سيدي ولد مولاي الزين ورفاقه في تجكجه

في يوم 12 مايو 1905 قتل البطل سيد ولد ملاي الزين و رفاقه الحاكم الإستعماري الفرنسي المشهور اكزافي كبولاني في مدينة تجكجة بولاية تكانت.
وتقول بعض المصادر التاريخية أن البطل محمد ولد الصفرة"الصورة" أحد المشاركين مع الشهيد سيدي ولد مولاي الزين في قتل كبولاني هو الوحيد الذي نجى من المهاجمين في الواقعة البطولية.

والتقطت صورة ولد الصفره هذه سنة 1978 من طرف المؤرخ والوزير السابق محمد سعيد ولد همدي قبل وفاة البطل محمد ولد الصفرة سنة 1981 رحمه الله.
وحسب المصادر التاريخية أن مقتل كبولاني وقع بعد 29 يوما فقط من قتل الفرنسيين للشهيد بكار ولد أسويد أحمد، أحد أبطال المقاومة الموريتانية.
وتقول بعض الروايات الشفوية لبعض من عايشوا تلك الفترة أن البطل سيدي ولد مولاي الزين أعد خطة محكمة تميزت بالسرية والجرأة. فأنطلق سيدي بن ملاي الزين من "الزرقة"في قلب آدرار، بين "شنقيط"و"أوجفت"وتوجه إلي تجكجة بعد أن جند مجموعة من رفاقه، أستطاع تعبئتهم بمهارة، فرافقه عشرون رجلا مسلحا ،وكانت أسلحتهم من نوع قديم ورديئ (أكشام)، أما هو فكان لديه سيف أعطاه له أحد مشاييخ الصوفية في البلاد،. وتتكون الجماعة بالإضافة إلي قائدها سيدي من: إبنه عبد الرحمن الملقب اللل والعربي بن زيدان،محمد السالك بن السالك الملقب الجاش،والسالك بن الدده وول يما وسيد أحمد واحمد إبني عميره،وأسويدات بن أبياه ومحمد المختار بن سيدي بن ببيط الملقب أندمان وسيد احمد بن بن ويس،والكوري بن الشويخ،أحمود بن أعلي،وأحمد بن هنون،ومحمد بن الصفرة،وأحمد بن لميلح،وأحمد بن ميلود بن لفرك.
وبعد إجتيازهم "الخط" الذي يفصل بين آدرار وتكانت إلتحق بهم كل من:أحمد سالم بن آركان وموسي بن بوأبيط ومحمد بن عميرة وعبد الرحمن بن العبد ومحمد بن بوأبيط وهؤلاء الخمسة كانو مطاردين من قبل كوبولاني.
وفي موضع"كيلمس"قرب لحويطات إلتقو بسيدي بن أحمد بن بوبيط الذي أفرج عنه بعد أن كان سجينا في المعسكر، وطلبوا منه أن يرافقهم فأطلعهم علي أن حالته الصحية لا تسمح له بذالك ،وانه معروف من قبل الفرنسيين وساكني المعسكر. ولكنه وصف لهم الشكل الداخلي للمعسكر والتحركات العادية لأعضاء البعثة حسب أوقات النهار والليل.
بعد هذا اللقاء، توقف سيدي ولد مولاي الزين صحبة رفقته واخبرهم بالخطة التي سيتبعونها في القضاء علي كبولاني،وطلب منهم ان لا يصدر أي تصرف من أحدهم حتي يسمعوا منه التكبير بعد أن يدخل إلي المعسكر وقال لهم إن إجتماعهم هذا في هذا المكان سيجتمعونه أيضا في ظلال الجنة.فعاهدوه علي إتباعه حتي النهاية ولما وصلوا بالقرب من تجكجة إلتقوا بعامل سبق أن خدم في معسكر كوبولاني ،فأخبرهم بحال المعسكر وبموقع الجنود وحالة الحرس وأعطاهم صورة عن الحائط الذي بداخله الثكنة ، وأفادهم بأن الحائط مربع الشكل وله باب شمالي ،وآخر شرقي..
وحسب رواية الفرنسي "أرنو" عن مقتل كوبولاني فقد كانت وقائع المعركة كالتالي:
«قبل الهجوم، كان كوبولاني متمددا على كرسي كبيرا، مستغرقا في تفكير عميق وخاطب النقيب جرار قائلا: "كم هو مزعج عدم استمرارنا في الزحف على آدرار" ، بعدها وقف كوبولاي وقال: يا جرار أنا ذاهب لأنام، ولكن بدلا من أن يدخل إلى خيمته التي ينام فيها ذهب ليستنشق الهواء النقي، واستند إلى الحائط الذي هو إلى اليسار عن باب المعسكر قرب المطبخ.
في هذه اللحظة فوجئ بحركة غير عادية في الخارج وصاح: "دالو مسدسي" انطلقت عدة عيارات نارية: خمسة أو ستة مسلحين من المور ببنادق ذات طلقتين يداهمون الممر المغطى غير المحروس، والذين يعتبر المدخل الرئيسي للمعسكر زهاء خمسة عشر وثبوا من فوق السور الصغير الشمالي الذي على امتداده ينام جنود الملازم "ETIEVANT.
تمت مفاجأة صنبا، طباخ كوبولاني، بتدخل أحد المور وسدد نحوه وصاح الله أكبر ووثب نحوه وانطلقت الرصاصة ولم تصبه، فنزع الطباخ السلاح من يد مهاجمه.
... في تلك اللحظة وجدت صديقي القديم قد أصيب بجرح قاتل على عتبة داره، وجدت كوبولاني مستندا إلى إطار الباب، ونظر إلى لحظة وقال لي بصوت ضعيف ولكنه هادئ: أرنو انا ميت، لقد قتلني البؤساء، لاحظت عندها أن الدماء تسيل بعزارة على ملابسه البيضاء... توجهت للبحث عن طبيب البعثة... رافقته إلى غرفته عند حراسة المدخل القريبة من غرفة "كلبان" حيث تم تضميده ولم نتغلب على الجراح الكثيرة بسبب العديد من الرصاص.. عدنا به إلى غرفة الأكل حيث تم تمديد كوبولاني على الحصير الذي كان يغطي طاولة كبيرة، لم يفقد وعيه، وما زال صابرا وصامتا، نزعنا عنه ملابسه بمقص، وتركناه عاريا و الدم يسيل بغزارة من جرحيه، أحدهما أسفل ثديه الأيسر، والآخر في وسط جوفه، الطعنة اليسرى تم سبرها بمسبر... وقد لاحظنا عندما حاولنا رفعه قليلا بقعة من الدم تحته، فأخبرني الطبيب أن اختراق الرصاص الذي أصابه في الجوف قد مزق ظهره.. إنه قد أطلق عليه الرصاص عن قرب "يقول أرنو: كان أحد المهاجمين يبصر المفوض كوبولاني وأطلق النار عليه عن كثب، ولما أحس كوبولاني أنه أصيب عاد القهقرى في الممر الضيق بين محل الإقامة وخيمة البواب، واستطاع أن يصل إلى غرفة الأكل التي تعرضت لكثير من الرصاص.
أحد المور وقد وخطه الشيب ظهر فجأة أمام الملازم "أتيفاه" ETIEVANT وقد حمل بيديه كلتيهما سيفا يريد ضرب رأس الضابط وبدفعة من الملازم استطاع أن يجندل المهاجم أرضا ونزع السيف منه وغرز السيف في بطنه، وبعد هذا بقليل فر المهاجمون».
ويقول اعل الشيخ ولد الحضرامي ولد أمم، الذي نشر موضوعا مفصلا عن المعركة وروايات متعددة عنها في صفحته علي الفيسبوك:
"..إنقسمت الجماعة إلي فرقتين: فرقة معها الشريف سيدي،دخلت من الباب الشمالي وما إن ولج الشريف باب المعسكر حتي رفع صوته بالتكبير وأنقض علي أحد الضباط بالسيف فشج رأسه، فأطلق الضابط الرصاص من مسدسه على الشريف فسقط شهيدا، فلما رأى أحمد بن هنون ما جرى لسيدي وثب نحوه فأصابته رصاصة سقط جراءها شهيدا، ثم جاء الكوري بن شويخ فأصابته أخرى فاستشهد.
أما كابولاني فقد اقترب منه كل من سيدي أحمد بن عميره، واحمود بن اعلي الذي أطلق الرصاص على كوبولاني عن كثب فأصابه إصابة قاتلة فصعد سيدي أحمد بن عميره على الحائط وصاح بأعلى صوته: كوبلاني مات، عندئذ انسحبت الجماعة في اتجاه النخيل واتبعهم الجنود بوابل من الرصاص فأصابوا أحمد بن لميلح فسقط جريحا ثم لحقوا به فاجهز عليه النقيب فرير جان..."
ويضيف ولد الحضرامي"أسفر هذا الهجوم عن سقوط أربعة شهداء في ساحة المعركة هم: الشريف سيدي بن مولاي الزين، وأحمد بن هنون، والكوري بن شويخ، وأحمد بن لميلح.
وجرح سبعة من بينهم: السالك بن الدد، وأحمود بن أعليه، وأحمد بن عميره بن أباه الذي أمسكه الجنود بعد يومين، ولم يغنم المهاجدون سوى بنقدية واحدة ذات طلقات بعيدة وكانت من نصيب السالك بن الدد.
رفض النقيب "افريرجان " أن يدفن الشهداء، ولم يكتف بهذا فقط بل أقدم على عمل إجرامي وهمجي، يتعارض مع أبسط القيم والأخلاق، ذلك أنه جعل الشهداء جميعا في حفرة وأضرم عليهم النار، الأمر الذي أجج غضب المسلمين، وأثار حفيظة محمد المختار بن الحامد(واحد من كبار أبطال المقاومة كاتب الفرنسيين في البداية ثم أنقلب عليهم أثناء معركة النيملان المشهورة) الذي كان حاضرا تلك الليلة.
تم تشكيل محكمة عسكرية صورية بمبادرة من النقيب فريرجان لمحاكمة أحمد بن أباها الذي عثر عليه جريحا، وتشكلت هيئة المحكمة على النحو التالي: الرئيس النقيب أفرير جان،الأعضاء النقيب "جيرار"،"وأرنو" وهو إداري مساعد، والملازم "ديلافو"، والملازم "شري" مقرر وابن المقداد مترجم. اجتمعت المحمكة على الساعة الرابعة مساء في مقر إقامة كوبولاني، لم تستغرق المحاكمة سوى وقت قصير حكم على أحمد بن أباها بالقتل شنقا، وبعد صدور الحكم عليه، أخبره الترجمان ولد ابن المقداد بأنه سيقتل، فرد علي بكل هدوء: الله أكبر، ولم يزد وكان المتهم قد أصيب بجرح بالغ ومع ذلك لم يكترث وقت المحاكمة بالأسئلة التي كان يوجهها إليه رئيس المحكمة..".

شاركها مع أصدقائك!
تابعني→
أبدي اعجابك →
شارك! →

0 التعليقات :

إرسال تعليق