ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

الأحد، 17 أغسطس 2014

المقاوم سيد ولد مولاي الزين

من المعروف أن ابطال المقاومة في موريتانيا لم يلقو التخليد الكافي لهم ولذا نحن رابطة الشباب للثقافة والفنون الاوجفتية ننفرد بقصة الشهيد وقاتل قائد الفرنسيين في الشمال الجنرال كبولاني حسب ما رواها الأستاذ والباحث السني عبداوا في كتابه " الأشباح "

صورة تقريبية للمجاهد البطل سيد ولد مولاي الزين
وهل تعلم أن البطل الشهيد سيدي ولد ملاي الزين قاتل كبلاني، انطلق من أوجفت صحبة جماعة من قبيلة ”إديشلي“ الشجعان، وقد أهداه شيخ القظف في أوجفت، سيفه الذي قتل به ذلك الحقير كبلاني في تكانت. وقصة تلك المعركة الخالدة حسب ما رواها  المؤرخ والباحث في التراث الأستاذ السني عبداو في روايته : الأشباح، كالآتي:
انطلقنا من أوجفت -والكلام لبطل القصة- نسير الليل ونختبأ بالنهار، وبعد اليوم الخامس من السير الحثيث وصلنا بلدة 'كليمس' القريبة من تجكجة، فأخفينا رواحلنا وأمتعتنا وتركنا واحدا من أفرادنا هناك،وفي مساء ذات اليوم اجتمعنا بعد صلاة المغرب قرب المدينة، نستمع إلى ماعادت به استعلاماتنا من تجكجة،.... الحامية العسكرية تبعد عنا حوالي ميلين محصنة تحصينا قويا بالأسلاك الشائكة والحرس، ومعزولة عن المدينة، لها مدخل واحد عليه حراس يقظون، خيام النصارى في الوسط، عددهم ثلاثة، خيمة كبلاني هي الوسطى من الخيام، وهي مكتبه الذي يدير منه الشؤون، وهي مسكنه في نفس الوقت.
بعد صلاة المغرب، يأتي من المدينة أناس يحملون أواني اللبن لضريبة التي فرضها كبلاني على الأهالي في تجكجة، لتموين جنود الحامية... يضعون أواني اللبن وراء مدخل الحامية ويولون أدراجهم دون أن يلتفتوا أو يرفعوا أبصارهم.
أخذنا بسرعة في تقاسم الأدوار توزعنا إلى مجموعتين:

- المجموعة الأولى المجموعة القيادية، ولد مولاي الزين، أساعده أنا، نتوجه مباشرة إلى خيمة كبلاني ونقتله.
المجموعة الثانية، سبعة عشر رجلا، تبدأ الهجوم فور إعلان كلمة السر "الله أكبر" بعد قتل كبلاني.

بعد هذا التوزيع انطلقنا تحت جنح الظلام لقطع الطريق التي يمر منها حملة اللبن.
أوهمناهم بأننا من جنود الحامية، واستلمنا منهم أواني اللبن، ووضعناها على رؤوسنا، مثل ما كانوا يفعلون، وتقدم قائدنا ولد مولاي الزين يحمل لبنه على رأسه، ويردد بصوت مسموع: "اللهم استرنا بسترك الجميل، وأهدنا إلى سواء السبيل، واقطع دابر الكافرين..." كنا نسمع أدعيته، رغم صوته الخافت فندعو بها في سرنا ونتضرع إلى الله مثله، ونتبعه صفا كلا منا يحمل لبنه، ويلهث بالدعاء.

وعند مدخل الحامية أفسح لنا الحراس الطريق، فتقدمنا إلى حيث توضع الأواني.
وبسرعة خاطفة، ركضت أنا وولد مولاي الزين إلى الخيمة التي كان بداخلها مصباح خافت، وما إن دخلنا على كبلاني الذي كان متكئا على قفاه، عاري الجسم، يقرأ كتابا، حتى جرد القائد سيفه وكبر تكبيرة مدوية، وسدد له ضربة عنيفة على صدره، لكن كبلاني الجريح بادر بما فيه من رمق الحياة إلى إطفاء ضوء المصباح بضربة من قدمه.

...بقينا في الظلام الدامس، وزحف النصراني الجريح إلى زاوية أخرى من الخيمة يلتمس بندقيته التي كانت معلقة ، وفجأتا أطلق علينا النار فأصابني في رجلي .
وما كادت أشعة البارود تحدد مكانه من الخيمة حتى انهال عليه ولد مولاي الزين بالضربة القاضية، قبل أن يطلق الطلقة الثانية التي صوبها في اتجاهه فمات الاثنان في وقت واحد.

وبعد تأكدي من نجاح انتزعت بندقية كبلاني من بين يديه، وخرجت من الخيمة أزحف برجلي التي أصيبت إصابة بالغة، لألتحق بأفراد فرقتنا الذين سيطروا على منذ اللحظة الأولى مدخل الحامية، وتركوا أرضيتها مفروشة بجثث جنود النصارى، ونا ديتهم بأعلى صوتي: كبلاني مات... كبلاني مات... وهي إشارتنا للانسحاب بعد نجاح العملية، فتلقونني فرحين مهللين، لهذا الخبر السار.
أخذنا في الانسحاب كما كان مقررا في الخطة،... حملني رفاقي على أكتافهم وعدنا قبل منتصف الليل، إلى كلميسي، حيث كانت رواحلنا تنتظرنا هناك، أما الجريح الثاني، فلم ننتبه إليه فزحف بنفسه إلى خارج الحامية من خلال الأسلاك الشائكة في اتجاه بلدة كيلميسي، لكن الطلب أدركه في الطريق ضحـوة  يوم غـد، فأخذ للاستجواب والمحاكمة قبل أن يقدم إلى المشنقة أمام الملأ في بطحاء تجكجة.       


المصدر : مدونة شباب اوجفت الثقافية 

شاركها مع أصدقائك!
تابعني→
أبدي اعجابك →
شارك! →

0 التعليقات :

إرسال تعليق